دور الإفصاح المحاسبي في رفع جودة التحاسب الضريبي

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على دور الإفصاح المحاسبي في رفع جودة التحاسب الضريبي بما يعزز الثقة بين المكلفين (الشركات) والسلطة الضريبية، والوقوف على مدى التزام الشركات بالإفصاح عن المعلومات المحاسبية التي تعدها لجهة الإفصاح المحاسبي المناسب للسلطة الضريبية. وقد لوحظ أن الإفصاح الجيد عن نتائج النشاط أدى إلى قبول السلطة الضريبية للنتائج التي أظهرتها القوائم المالية وتم ربط الضريبة على أساسها.

وقد اعتمدت الباحثة المنهج الاستنباطي الذي يستند إلى المراجع العربية والأجنبية من كتب وأبحاث ودراسات سابقة وكذلك الندوات العلمية في هذا المجال فضلا عن الجانب العملي الذي أغنى الموضوع، وذلك بهدف استنباط الأسس والقواعد للإفصاح المحاسبي في التقارير المالية.

وقد كان مجتمع وعينة البحث من الشركات المسجلة في قسم الشركات في الهيئة العامة للضرائب حيث

قدمت بعضها معلومات غير دقيقة، فيما قدمت أخرى معلومات مناسبة لطبيعة أنشطتها وتعاملت السلطة المالية معها برضا من خلال قبول النتائج الظاهرة في حساباتها. وقد تم اختيار عدد من القوائم المالية لتلك الشركات للسنوات 2012- 2015 وتحليلها.

وقد أسفرت نتائج البحث عن عدد من الاستنتاجات من أهمها: 

1. أن السلطة الضريبية أحد المستفيدين من التقارير المالية التي تعتمد عليها في عملية التحاسب الضريبي كأساس لاحتساب الدخل الخاضع للضريبة، ويتطلب ذلك إبراز دور الإفصاح المحاسبي للتقارير المالية المقدمة للسلطة الضريبية من قبل الشركات.
2. أن تقدير الدخل الخاضع للضريبة هو من أهم مهام التحاسب الضريبي وأعقدها، وذلك لأن الإدارة تجد نفسها مطالبة بأن تراعي في هذه العملية مصلحتين متعارضتين، مصلحة المكلف ومصلحة الخزينة العامة. لذا فإن موضوع جودة التحاسب الضريبي يحتل أهمية خاصة من حيث حصيلة الضريبة وعدالة التوزيع، ولهذا تهتم الدول بهذا الموضوع.
3. إن الإفصاح الجيد يخلق تأريخا جيدا للشركة ولمراقب الحسابات لدى السلطة المالية، وهو يؤدي إلى قبول تلك السلطة إلى النتائج التي تظهرها القوائم المالية ويتم ربط الضريبة على أساسها، وهو ما يمثل غاية المكلف في قبول نتائج حساباته، وكذلك يحقق رسالة مراقب الحسابات في جودة عمله في تعزيز الإفصاح المحاسبي.

وكان من أهم التوصيات:

1. إبراز دور الإفصاح المحاسبي للتقارير المالية المقدمة للسلطة الضريبية من قبل الشركات، باعتبار تلك السلطة أحد أهم المستفيدين من تلك التقارير، والتي تعتمد عليها في عملية التحاسب الضريبي.
2. أهمية بذل الإدارة الضريبية جهودا كبيرة في تحسين مستوى تقدير الدخل الخاضع للضريبة، وهو من أدق مهام التحاسب الضريبي وأعقدها، مع مراعاة مصلحة المكلف ومصلحة الخزينة العامة على حد سواء.
3. أهمية العناية بالإفصاح وجودته وموثوقيته من قبل المكلفين والمحاسبين ومراقبي الحسابات، فهو يخلق تأريخا جيدا تعول عليه السلطة المالية وبقية المستخدمين، كما إن السلطة المالية لها دور كبير في خلق روح الولاء للمهنة من قبل المحاسبين ومراقبي الحسابات.